قتل المصريين لن يحرر فلسطين .... جريدة الاهرام المصرية

قتل المصريين لن يحرر فلسطين



هذا بالضبط ما تريده إسرائيل‏,‏ ويافرحة إسرائيل فينا‏,‏ هل كان أي حالم أو واهم يتصور أن الدم المصري يراق بأيد فلسطينية؟ وأي عبث وأي تهريج ذلك الذي بتنا نراه هذه الأيام.


زهرة شباب مصر يقتلها الأشقاء وليس الأعداء؟ من يصدق ذلك؟ وكيف نصدق؟ قناص من حماس يتمطي ويأخذ أقراص الشجاعة المكذوبة‏,‏ ثم يصوب فيقتل شقيقه المصري المسلم العربي؟ معقول؟ أي خيبة تلك التي وصلنا إليها نحن العرب‏..‏ وأي درك أسفل بلغته القضية؟ ياأبناء حماس الأشاوس إن رصاصاتكم أصابت الشخص الخطأ‏,‏ أتقتلون شابا هو منكم وأنتم منه؟ ما جريرته وما ذنبه؟ لقد ذهب يحرس حدود بلاده‏..‏ فهل ارتكب جريمة؟ هل هو الذي سرق أرضكم السليبة؟ هل هو الذي حاربكم وقتل أطفالكم ونساءكم وهدم منازلكم؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أعيدوا حساباتكم يا أشقاء الروح والدين والتاريخ والمصالح‏..‏ فكروا مرتين قبل اتخاذ قرار التصويب‏,‏ فمصر لاتستحق منكم ذلك الحقد الأعمي‏..‏ أم أن لكم أجندة خاصة تخدمون بها أهدافا لأطراف أخري لتحقيق مصلحة آنية وشخصية تافهة؟ مالكم كيف تحكمون؟
قلتم‏:‏ نريد الأنفاق‏.‏
قلنا‏:‏ أنفاقكم تشكل ضررا علي أمننا القومي‏.‏ قلتم‏:‏ نستخدمها في إدخال الطعام والمؤن لشعبنا في غزة‏.‏ قلنا‏:‏ هذا غير صحيح لأن حجم ما يدخل من غذاء وبضائع إلي غزة عن طريق الأنفاق لايزيد علي‏15%‏ بينما الـ‏85%‏ الباقية تدخل إليكم من أسواق إسرائيل‏.‏ قلتم‏:‏ هذه أنفاق نستخدمها في الكفاح والمقاومة ضد إسرائيل‏.‏ قلنا‏:‏ حجتكم باطلة‏..‏ بل تستخدم الأنفاق في تهريب السلاح والمخدرات والسلع الممنوعة إلي داخل الأراضي المصرية‏,‏ بدليل تلك العصابة التي قبض عليها الأمن المصري مؤخرا‏,‏ وأرادت ضرب المصريين الآمنين داخل مصر‏,‏ والتي عرفت بخلية حزب الله‏.‏ قلتم‏:‏ مصر باعتنا وباعت القضية الفلسطينية‏!‏ ونقول لكم‏:‏ بل أنتم كاذبون فلا أحد ضحي ويضحي بالدم قبل المال مثل المصريين‏,‏ ويكفي التذكير برقم الـ‏120‏ ألف شهيد مصري الذين دفعوا دماءهم من أجل هذه القضية حتي الآن‏!‏
يا أبناء حماس الأشاوس‏..‏ من حقكم أن تكون لكم إيديولوجيتكم التي تختارونها لأنفسكم‏..‏ فأنتم أحرار‏..‏ لكن لاتطلبوا من المسكين الراحل المجند أحمد شعبان أن يدفع ثمن اختياراتكم‏.‏ ومن حقكم أن تختاروا التحالف مع من شئتم من القوي الإقليمية‏..‏ لكن إياكم أن تحاولوا أن تفرضوا علي مصر أن تسير خلفكم كالعمياء معصوبة العينين‏,‏ فمصر أكبر وأعز من هذه الصبيانية لو كنتم تعلمون‏!‏ من حقكم أن تحددوا أسلوبكم في المقاومة‏,‏ سواء باطلاق الصواريخ الفشنك‏,‏ أو باطلاق الشعارات البراقة المثيرة لعقول المراهقين عبر شاشة المحطة الفضائية إياها ـ والتي يعلم الله وحده من وراءها بالضبط‏!‏ ـ لكن إياكم إياكم أن تتخذوا من صدور أبنائنا أهدافا سهلة للتصويب‏.‏ لقد سمئنا رصاصاتكم‏,‏ فتريثوا قليلا حتي لاتخسروا أكثر وأكثر‏.‏ قد تتساءلون‏:‏ وماذا سنخسر ياتري؟ والاجابة‏:‏ يستخسرون أكبر نصير لكم‏,‏ والذي يسعي لحل قضيتكم بالحكمة والعقل‏..‏ ستخسرون مصر ياسادة فحذار‏.‏ وعلي كل حال فإن طريق المصالحة مازالت به حارة ضيقة مفتوحة‏,‏ فسيروا فيها وكفاكم عنادا لأن الكاسب الوحيد من هذا العناد هو عدوكم الحقيقي‏..‏ الذي هو بالمناسبة ليس مصر التي ابدا ما كانت ولن تكون عدوكم حتي لو رغب البعض منكم في ذلك‏..‏ فأفيقوا‏.‏

حسيبنا الله ونعم الوكيل على كل من اسرائيل وحماس
كل التحية الشعب المصرية الشقيق
تحياتي لك اخي