خوف حماس من الإنتخابات

العالم بأمور التنظيم و ملم بالإدارة يعلم أن لكل تنظيم مراحل تتغير إسترتيجيته فيها وفقا لظروف البيئة الداخلية و الخارجية و ذلك لكي يضمن استمراريته .
حماس كتنظيم مر بمرحلة الولادة في العام ألف و تسع مائة و ثمان و ثمانين و لن أقول سبع و ثمانين لأني عشت تلك المرحلة و أذكرها جيدا و ليس كما تدعي حماس . مرت حماس بمرحلة ولادتها خلال الإنتفاضة الأولى و دخلت مرحلة النمو باستراتيجيتها التي كانت ركيزتها اللعب على المشاعر الدينية لأبناء الشعب الفلسطيني و استطاعت بهذه الإستراتيجية إكتساب تعاطف العامة معها في ظل التغيب الكامل للعمل الجماهيري من قبل فصائل منظمة التحرير و ذلك بسبب وجود الإحتلال في المناطق , فلم تملك حرية العمل و بات المتظاهرون يرددون تلقائيا في المسيرات نفس الشعارات التي ترفعها حماس , أي الشعارات الدينية . تغيرت المرحلة بعد أوسلو و لكن حماس استمرت متمترسة خلف إستراتيجيتها و مع دخول إنتفاضة الأقصى عاد الشعار الديني الذي ترفعه حماس سيد الموقف و بدأن حماس تدخل مرحلة النضوج و لم تكتف بالشعارات فمارست العمل العسكري ظاهره مقاومة و باطنه خدمة لمآرب تعبوية تصب في خانة حماس لا خانة تحرير فلسطين فهي ليست معنية بالتحرير في هذه المرحلة .
كل اهتمامها كان منصبا على كسب تعاطف الشارع الفلسطيني معها و إظهار عجز السلطة بأجهزتها عن حماية مواطنيها و بدأت الأموال تُصب عليها فكان لابد من شراء الذمم في ظل هذه المرحلة و وصلت بهذه الإسترتيجية إلى مرحلة النضوج و تُوجت هذه المرحلة بفوزها في إنتخابات المجلس التشريعي بنسبة لم تكن تتوقعها و باتت في موقع الحكم بعد أن كانت في موقع المعارضة من خارج التشريعي . الآن ما هي استراتيجية حماس للبقاء , فيجب عليها المحافظة على ما وصلت إليه . لم تفكر حماس يوما بالوصول السريع لهذه المرحلة و بدأت خطاباتها تتغير و استراتيجياتها و لكن باتجاه عكسي . فبعد الحصار باتت تبحث عن مبررات فاتهمت زمرة من فتح كما كانت تدعي بانها تحاول عرقلة عمل الحكومة الربانية , يا سبحان الله زمرة تعرقل عمل حكومة ربانية !
حاول الرئيس مساعدتها بجلب الأموال و إيداعها خزينة الدولة , لكن من بدأ يشعر بالنعيم من قادة حماس بات يأتي بالأموال و يقول هذا لكم و هذه حصتي و لم تدخل تلك الأموال المهربة خزينة الدولة و بدأت الحقائق تنجلي للمواطن العادي و أدرك أن من أشبعوه شعارت هم اليوم يشبعون بطونهم و يكنزون أموالا قاموا بتحصيلها باسم الشعب الفلسطيني لتصب في جيوبهم هم و لا يصل منها للشعب شيئ .
أدركت حماس أن الجمهور لم يعد يمنحها الثقة التي فازت بها و ان بقاؤها و الدخول في انتخابات قادمة يعني فشلها , فمهدت الطريق لإنقلابها على الشرعية و لم تعد تهتم كثيرا للرأي العام , فالمهم هو بقاؤها على كرسي الحكم و بدأت مرحلة الإنكماش لهذا التنظيم بعد أن فقد الكثير من مناصريه و كان الإنقلاب الأسود باكورة هذا الإنكماش . الآن بدأت حماس تتأثر ببيئتين الخارجية و الداخلية . الداخلية تؤثر سلبا على حماس و الخارجية رغم الحصار تأقلمت حماس معها و بدأت الأموال تصب أكثر و بحثت عن حليف لها فلم تجد الا ايران التي تطمع في أن يكون لها موطئ قدم في إحداث المتغيرات على الساحة الفلسطينية و ذلك لتوجيهها لمصالحها الخاصة و كذلك النظام السوري الذي يملك أجندة معروفة من حركة فتح .
جاءت المحاولات العربية لإنهاء الإنقسام و لكنها كلها حتى الآن باءت بالفشل بسبب تعنت حماس و سبب تعنت حماس , إن جميع المبادرات تجمع على إجراء الإنتخابات الفلسطينية و حماس لا تملك شعارا تدخل به هذه الإنتخابات و سياسة شراء الذمم لن تجديها نفعا و تعلم جيدا من المنتفعين منها اليوم هم أول من سيتخلى عنها يوم الإنتخابات فأصبحت الإنتخابات سيفا معلقا على رقبة حماس إن دخلتها سقط هذا السيف على رأسها فقطعه .
فهل تتوقعون موافقة حماس على أي مصالحة تتضمن إجراء إنتخابات فلسطينية ؟؟؟

من طرف **أركان** الأربعاء يناير 20, 2010 5:33 pm

كل الشعب صار يحقد عليكي يا حماس من بعد الانقلاب الاسود الذي صار قطاع غزة الحبيبة
حسيبنا الله ونعم الوكيل عليكي يا حماس دمرتي البلد
تحياتي لك اخي فلسطين لغالية

خوف حماس من الإنتخابات

خوف حماس من الإنتخابات

رد: خوف حماس من الإنتخابات