دلالات فوز انبل ظاهرة عرفها التاريخ.. فتح ' مرت من صناديق الجامعات وحماس تعثرت ..

تمكنت حركة فتح من المرور الهادئ والامن ، من صناديق الاقتراع في الجامعات ،وهو مرور طرح اسئلة حول المغازي ،والمعاني والدلالات، مثلما طرح تعثر حركة حماس في تلك الصناديق ذات الأسئلة.



وبينما يرى مراقبون ان المرور اللافت لفتح في انتخابات الجامعات، هو ثمرة الصمود السياسي الذي ابدته الحركة في الاونة الاخيرة ، ازاء موضوع المفاوضات، والتوجه الى الامم المتحدة، رغم الاعتراض الاميركي على تلك الخطوة، فان اخرين يعزون تراجع حركة حماس، الى ان الجمهور لم يعد يرى فيها نموذجا ايجابيا في الحكم ،اضافة الى تراجعها عن الشعارات التي رفعتها في الانتخابات التشريعية الاخيرة ،وفشلها في الادارة السياسية لغزة، وتورطها في عمليات اعتقال وقمع للحريات هناك.



فقد فازت حركة الشبيبة الطلابية في جامعات: بيرزيت ، والقدس ابو ديس، وبيت لحم، وبولتيكنك الخليل، بفارق كبير، بينما حازت على أغلبية مريحة في جامعة بيت لحم ، وكذلك في البوليتنكك، فضلا عن فوزها بجميع مقاعد كلية العروب المتوسطة.



البجالي: انتخابات مختلفة بمشاركة 'حماس'



ويقول رئيس اللجنة المركزية المشرفة على انتخابات مجلس طلبة جامعة القدس، د. موسى البجالي:' إن الأطر الطلابية تحلت بانضباط عال هذا العام، ان من حيث الترشح والدعاية الانتخابية وأثناء سير العملية الانتخابية، حيث كانت الانتخابات ممارسة ديمقراطية سلسة'.



ويتفق مسؤولو الانتخابات في الجامعات،مع البجالي إذ اعرب عميد شؤن الطلبة في جامعة بيت لحم، محمود حماد عن ارتياحه من أن الانتخابات لم تسجل أية حوادث، وإلى الأمر نفسه ذهب عميد شؤون الطلبة في جامعة البولتيكنك خليل عمرو.



وقال البجالي: الانتخابات هذا العام مختلفة عن الأعوام الأربعة السابقة إذ تميزت بمشاركة كافة الإطر الطلابية، ولاسيما الكتلة الإسلامية( الذراع الطلابي لحركة حماس)، وكان التنافس بين الكتل الطلابية عقلاني ، ومتأثرا بأجواء المصالحة، حيث منحت الفرصة الترشح للكتلة الإسلامية، مشير إلى عدم وجود تغيير كبير في النتيجة عن العام الماضي.



العالول: الفوز تعبير عن إلتفاف جماهيري حول القيادة

ويقول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض التعبئة والتنظيم فيها محمود العالول إن السبب الأساسي في فوز حركة فتح يعود لرضا الطلبة والجماهير بشكل عام عن الموقف السياسي الصلب للقيادة الفلسطينية، الذي دخل في اشتباك سياسي مع الاحتلال، كما أن الموقف السياسي الحالي يراعي مصالح الشعب الفلسطيني وهذا يفسر الالتفاف الكبير حول الحركة'.



وأضاف:' إن فوز الشبيبة هذا العام يختلف عن السنوات السابقة، إذ فقدت فيها التحدي، وهذا العام شاركت حركة حماس'.



شاهين : لا جديد بفوز فتح وحماس لم تشكل النموذج الايجابي في الحكم



وير المحلل السياسي خليل شاهين إن فوز حركة الشبيبة الطلابية لا يحمل أي جديد، بالنظر إلى نتائج السنوات السابقة، إلا من ناحية التراجع في أداء الحركة .



وأضاف شاهين:' خلال الفترة الحالية كان هناك تباين بين موقف حركة فتح والحكومة والسلطة، وانعكس هذا إيجابيا على الحركة، وذلك في ضوء الاحتجاجات النقابية، وأداء كتلة فتح البرلمانية.



وحول انحسار مقاعد حركة 'حماس' في الجامعات، قال شاهين :' إن الجمهور الفلسطيني لم ير في حركة حماس نموذجا إيجابيا في الحكم، فضلا عن التراجع الحركة عن الشعارات التي رفعتها في الانتخابات التشريعية الأخيرة'.



وأضاف 'أن الانتهاكات لحقوق الإنسان كانت موجودة في الضفة وغزة، مشيرا في الوقت نفسه، أن حماس في الضقة تعمل تحت ضغوط من الاحتلال الإسرائيلي والسلطة، من حيث الاعتقالات والملاحقات،ما خلق حالة من الخوف أثرت على كتلة حماس الطلابية وقدرتها في استقطاب الطلبة'.



و قال شاهين ' فوز الشبيبة يجب أن يدرس بشكل جدي لدى القيادة السياسية، ولا سيما أن الرأي العام مزاجي يتغير بين حين وآخر ، بحيث لا يتم التعامل مع فوز الشبيبة و كأنه موضوع مفروغ منه' مضيفا، ' على فتح أن تبني على العناصر الإيجابية، وخاصة الدفع للتحقيق المصالحة باعتباره مطلبا للرأي العام، وتصعيد المقاومة الشعبية ونقلها من إطار الجزر المعزولة في بلعين ونعلين، إلى حالة عامة في الأراضي الفلسطينية، وكون مقاومة الاحتلال من أبرز مصادر الشرعية في الشارع الفلسطيني'.



ودعا إلى فصل عمل النقابات عن واقع الانقسام بين الضفة وغزة، وإجراء الانتخابات المحلية ،التي تتحمل حركة فتح جزءا من مسؤولية تأجيلها'.