الشهيد القائد فايز حلمى عياد

الشهيد فايز عياد.. قائد ومؤسس شهداء الأقصى ، جاهد الأعداء وأثخن فيهم حتى ارتقى شهيدا

قائد مجاهد ومقاتل عنيد رفض الاحتلال وأبى الظلم والفساد فحارب الاحتلال و أعوانه ، وسار في طريق ذات الشوكة حتى نال الشهادة ملتحقاً برفاقه القادة جهاد العمارين و محمد كشكو و محمد السعافين ، الذين أسس معهم كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة ، وليكمل دور عمه الشهيد سلامة عياد، ووالده الذي اعتقل عام 1969في قضية

محاولة اغتيال موشي ديان ، ومرة أخرى عام1981 بتهمة تدريب مجموعات الشهيد رفيق السالمي ( تابعه لحركة فتح) .

الميلاد و النشأة

ولد الشهيد في مدينة غزة بتاريخ 9/4/1965 وفي حي الشجاعية تربي و نشأ و تلقي تعليمه الإبتدائي بمدرسة حطين و أكمل تعليمه الإعدادي و الثانوي بمدرسة الهاشمية ثم التحق بالجامعة ، بعد أن رفضت قوات الإحتلال سفره ليكمل تعليمه في دولة يوغسلافيا ، ليبقى فايز يعاني في أرض الوطن كما هو حال هذا الشعب الصابر .

اعتقالات

وبعد عام من دخوله الجامعة اعتقلته قوات الإحتلال ووجهت له تهم الإنتماء لحركة فتح وممارسات نشاطات مختلفة حكم على إثرها مدة عام قضاه في سجن كفاريونة ، لتعود قوات الإحتلال وتعتقله قبل بداية الانتفاضة الأولى 87 ، وبعد 45 يوماً من التحقيق لم يستطع المحققون إثبات أي تهمة عليه أو نزع أي اعتراف منه ، و مجبرين أخلوا سبيله ليكونوا معه علي موعد قريب.

وفي إحدى المرات كان فايز علي موعد لاجتماع خلية عسكرية عام 1983عندما نصبت له قوات الإحتلال كمينا محكما نجا منه بعد أن حذره المواطنون الذين اكتشفوا خدعة الإحتلال .

و في بداية الانتفاضة الأولي اعتقل مرة أخري و سجن ستة أعوام بتهمة تنظيم و قيادة خلايا عسكرية في غزة ، وخرج فايز من السجن عام 1993 وما زاده السجن إلا صلابة و اصرارا على انتزاع الحقوق .

وبسبب هذه السنوات خلف السجن لم يستطع فايز الزواج إلا قريباً و قد استشهد ولديه ثلاثة أبناء وبنت واحدة و أكبرهم يبلغ من العمر ثمانية أعوام .

انتفاضة الأقصى

ومع بداية انتفاضة الأقصى عمل الشهيد على تأسيس كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة مع رفقه الشهيد جهاد العمارين و الشهيد محمد كشكو و الشهيد محمد السعافين، ويصفه أحد المقربين منه بقوله:' كان الشهيد يتميز بالصبر والهدوء ولكنه كتلة من النشاط الدائم ، فكان يجهز الأسلحة و يعد الشباب ويدربهم وقد أنهي تدريب دورة عسكرية خاصة قبل استشهاده بأيام كان يعدها لاستئناف القتال بعد التهدئة الحالية' .

وحتى يوم إصابته (التي أودت بحياته )كان فايز يعد الأسلحة و العبوات مع رفاقه الذين استشهدوا معه .

علاقة مميزة

علاقة مميزة هي التي كانت تربطه مع كل الفصائل الفلسطينية الأخرى ، وكان يشارك الأجهزة العسكرية الأخرى في صد الإجتياحات لمدينة غزة بنفسه ، ويضيف رفيقه المقرب منه :' كان فايز محباً لجميع الفصائل و عمل علي توحيد عملها وكان علي تواصل دائم مع كافة الأجنحة العسكرية ، ونفذ معهم عدة عمليات مشتركة '.

أشرف الشهيد بنفسه وجهز عدة عمليات ضد قوات الإحتلال ، كان منها مشاركته لكتائب القسام في عملية تفجير في حاجز ايرز العسكري شمال القطاع بتاريخ 14/1/2004 ،والتي قتل فيها أربعة جنود صهاينة و أصيب عدد أخر عندما فجرت الاستشهادية ريم الرياشي (من حي الزيتون ) نفسها وسط الجنود ، كما وشارك الشهيد مع آخرين من سرايا القدس في تنفيذ عدة عمليات .

وخطط الشهيد لعملية اقتحام مستوطنة كفار داروم التي نفذها الاستشهادي رأفت عبيد بتاريخ 13/2/2002 واعترفت فيها إذاعة العدو بوقوع إصابات بين الجنود ، هذا بالإضافة إلى العديد من عمليات تفجير الآليات و قنص الجنود التي يزخر بها ملف الشهيد الطويل في مقارعة قوات الإحتلال .

وبعد استشهاد رفيق دربه الشهيد جهاد العمارين أسس فايز لواء خاص أطلق عليه اسم لواء الشهيد جهاد العمارين ، وبعد استشهاد فايز أسست كتائب الأقصى لواء جديدا أطلقت عليه اسمه .

وترجل البطل

وفي 29 / 5/2005 كان فايز برفقة سامي مصبح ومهندس المتفجرات مازن عياد يقومون بتفكيك عبوة كبيرة ( من مخلفات حرب 1967 ) عندما انفجرت بهم واستشهد علي الفور كل من مازن وسامي ، فيما بقي فايز عشرة أيام يرقد في العناية المركزة بمستشفي الشفاء يعاني من إصابته ( قطع ساقه اليمين وشظايا قاتله في جميع أنحاء جسده ) .

يقول ناصر شقيق الشهيد :' كان فايز يردد الشهادتين أثناء نقله للمستشفى و حتى استشهاده ، وكان يقبض علي سلاحه بيده ورفض أن يتخلي عنه ، و لكنه أعطاه لأحد قادة كتائب القسام أمانة ليوصلها لمكانها ' و أردف قائلاً :' أصر فايز علي عدم نقله للعلاج في مستشفي داخل الأرض المحتلة عام 48 حتى لا تلمسه يد صهيونية ...، وكان قوي العزيمة وصابراً علي جراحه يمد من حوله بالمعنويات ، وقال لوالده مودعاً لا تزعل يا حج هذه النهاية التي تمنيتها ،فالنخل يموت واقفاً شامخاً لا يحني للذل جبينا '

إلى جوار رفاقه

وفي 10/6/2005 التحق فايز بركب الشهداء ، و تلقت الأم الصابرة نبأ استشهاد ابنها بالزغاريد و دموع الفرح وهي التي قاست من ويلات الإحتلال الكثير ومنعوها من السفر لأداء فريضة الحج عدة مرات بحجة أن ولدها فايز..!.

وودعته جماهير غزة بجنازة حاشدة جمعت كل الفصائل الفلسطينية وشاركت الأجنحة العسكرية بعروض ضخمة وفاءاً للشهيد ، وعهداً لإكمال مسيرته، ودفن في مقبرة الشهداء شرق غزة بجوار الشهيدين مازن عياد و سامي مصبح ، اللذان سبقاه علي ذات الدرب .

ونعت كتائب الأقصى فلسطين مؤسسها ووصفته بالقائد المؤمن الذي أذاق العدو الصهيوني ألوان المرارة و الألم وقال البيان: ' هذا هو قائدنا و شهيدنا المغوار يحقق أمنيته في لقاء ربه شهيداً في مهمة بطولية ' وعاهدت الكتائب جماهير الشعب الفلسطيني بالاستمرار في درب المقاومة ' حتى تحقيق النصر المبين و إقامة دولتنا العتيدة فوق أرضنا المباركة و عاصمتها القدس الشريف '