هل العلمانية تتنافى مع الدين؟
صفحة 1 من اصل 1
هل العلمانية تتنافى مع الدين؟
عمر حلمي الغول -------------------------------------------------------------------------------- سؤال اليوم- هل العلمانية تتنافى مع الدين؟ قبل ايام قليلة كتبت في هذه الزاوية مقالاً بعنوان "اين المرأة من حقوقها!" عالجت فيه معاناة المرأة واضطهادها من قبل المجتمع والقوى السياسية المتخلفة والاقصائية، التي ساهمت بدورها في اخضاع المرأة لعملية تضليل وغسل دماغ، ادت الى تصويت المئات والآلاف من النساء لصالح كتلة التغيير والاصلاح الحمساوية التي قاد تيار متطرف منها الانقلاب الدموي على الشرعية الوطنية في محافظات غزة في حزيران 2007. هذا التيار الانقلابي هدد ويهدد وحدة الارض والشعب والقضية والنظام السياسي الديمقراطي التعددي، وبات يفرض خياراته العدمية والظلامية على قطاعات المجتمع وقواها السياسية المختلفة، وفي المقدمة منها قطاع المرأة. الأمر الذي استدعى ويستدعي التصدي من قبل كل القوى الوطنية والديمقراطية لهذا الخيار البائس. في سياق الموضوع، طالبت القوى السياسية الدفاع عن قناعاتها العلمانية، والتصدي للفكر الظلامي العبثي، الذي مثلته قيادة الانقلاب، لاكتشف ان احد الاخوة من الجماعات السلفية، ينبري مهاجما شخصي دون ان يدقق في المادة، ودون ان يميز بين استخدام المفهوم والهدف المراد تحقيقه، ولجأ الى الخلط المتعمد غير المسؤول "معتقداً انه يدافع عن الاسلام؟!". بداية اود ان اؤكد للشيخ المحترم، انني لا اخشاه ولا اخشى لومة لائم وقناعاتي ادافع عنها حتى لو كلفتني حياتي. وبالتالي استخدامه المفردات التهويشية، غير المسؤولة لا تقدم ولا تؤخر ولا تخدم اي حوار جدي. وكان بامكان الشيخ ان يحاورني فيما ذهبت اليه بهدف تصويب وجهة نظري، واقناعي برؤيته. لان الحوار والحوار المنطقي هو السبيل لبلوغ ما يسعى اليه المؤمنون بوحدة الشعب والارض والقضية والمشروع الوطني. ومن موقع الاحترام لأي وجهة نظر مخالفة او متناقضة مع وجهة نظري، لجأت وألجأ للحوار الديمقراطي، الهادف لبناء جسور بين وجهات النظر المختلفة لخدمة الاهداف المشتركة، ان كان هناك اهداف مشتركة، او على الاقل لتبيان نقاط الخطأ او الصواب هنا او هناك بهدف التواصل الايجابي، واسقاط لغة القطيعة والردح والشتائم او التهديد والوعيد، التي لا تخدم اصحابها. انطلاقا من فرضية وحقيقة اختلافي الفكري والثقافي وامتداداته الاجتماعية مع الشيخ المحترم، اود ان اؤكد له ان هذا الاختلاف لا يفسد للود قضية، ودعوتي للدفاع عن العلمانية والخيار الديمقراطي، وعن مساواة المرأة بالرجل لا يعني بحال من الاحوال التنكر للدين الاسلامي او اي دين سماوي، ولا تحمل اي دلالة على التنكر لله جل جلاله، ولا للرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام. هناك قطاعات واسعة من القوى الوطنية والقومية والديمقراطية العلمانية في المجتمعات العربية والاسلامية والمجتمعات الغربية مؤمنة بالله والرسول العربي الكريم، محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) لم تؤثر علمانيتها على ايمانها. ولا تعني العلمانية الالحاد مطلقا، وكل من يسعى لهذا الربط العقيم، فانما يهدف الى الخلط المتعمد للاساءة للعلمانية وللنضال الديمقراطي، الذي يكفل السلم الاجتماعي ويصون الرأي والرأي الآخر وحرية التعبير، ويعزز مكانة المرأة، ويعمق المناخات الايجابية في اوساط الاتجاهات المختلفة، ويكرس الانتخابات في كل مناحي الحياة الفلسطينية. مرة اخرى اود التأكيد للشيخ المحترم انه ليس أحرص من الكاتب على الدين الاسلامي والرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن الكاتب مؤمن ايمانا عميقا بالفصل بين الدين والنظام السياسي، لأن الدين لله، وعلاقة خاصة بين الانسان وخالقه والوطن لجميع ابنائه بغض النظر عن معتقداتهم الدينية او الوضعية. فهل يميز الشيخ بين لغة الحوار الايجابية ولغة التهويش؟ التوقيع : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
مواضيع مماثلة
» زين الدين زيدان اسطورة كرة القدم فى سطور
» امبارح كانت زكرى استشهاد القائد عز الدين القسام
» الشهيد عز الدين الشمالى:' أنا اليوم عريس ، وأخبري الجميع بذلك '
» ثلاثة شهداء في قصف إسرائيلي لسيارة مدنية شارع صلاح الدين بغز
» عاجل : الجيش الاسرائيلي ينسحب من جنوب غزة ويخلي طريق صلاح الدين
» امبارح كانت زكرى استشهاد القائد عز الدين القسام
» الشهيد عز الدين الشمالى:' أنا اليوم عريس ، وأخبري الجميع بذلك '
» ثلاثة شهداء في قصف إسرائيلي لسيارة مدنية شارع صلاح الدين بغز
» عاجل : الجيش الاسرائيلي ينسحب من جنوب غزة ويخلي طريق صلاح الدين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى